Error
  • JUser::_load: Unable to load user with id: 6165

المثقف - قراءات نقدية (أدب ومسرح)









❤ Link: موقع الشاطئ في بدون اشتراك خفيه بكل محنة سكس للزواج تعارف عربي





رأيت جدران غرفة والدي مغطاة بالكتب ورأيتها تقاسمني حب أبي لي.. الاستاذ الجامعي الذي التهمت الحرب مكتبته العامرة بالكتب وآلة البيانو الذي كان يعزف به لمواجهة الخوف. لقد كان شاعرنا حضناً دافئاً يحمينا من التكسر والانكسار..


موقع الشاطئ في بدون اشتراك خفيه بكل محنة سكس للزواج تعارف عربي

أُحَلِّقُ حُرْقَةً أَ~ تَـــ~لَــــ~وَّ~ى أَ ~ تَـــ~ لَــ~ وَّ~ عُ فِي قَفَصِ النِّسْيَانِ! تنبيه 2 في صفحات قليلة المساحات.. سرمد السرمدي التفاصيل كتب بواسطة: د.


موقع الشاطئ في بدون اشتراك خفيه بكل محنة سكس للزواج تعارف عربي

وذلك لما لهذا المفهوم من سلطة على الأديب تتحكم في إنتاج أدبه، فمفهوم البيئة يتجاوز المفهوم المادي المتمثل في العوامل المحيطة إلى مفهوم أكثر شمولية يتمثل في التعبير عن جل العوامل المؤثرة في إنتاجية الشعر، وهذا التحديد الشاسع لمفهوم البيئة هو ما تم تقديمه في مؤتمر الأمم المتحدة للبيئة البشرية المنعقد في استوكهولم سنة 1972، ومن خلال هذه التحديدات فالبيئة دينامية وليست تابثة، فاعلة ومتفاعلة، مأثرة ومتأثرة. المبحث الثاني: يعتبر الناقد البيئة مكونا إنتاجيا للشعر حيث عكس الشعراء بيئاتهم وجوانب المحيط الذين عاشوا فيه، كما تطرق الناقد إلى عامل الحروب وأثرها في غزارة الشعر وأيضا عنصري الكون والحيوان في إلهامهما للشاعر العربي القديم في قول الشعر. ؟ مادلالةُ هذا الزمن وهو يحفرُ ساعاته في المكان والنفس البشرية على حدٍ سواء.. ؟ موائدٌ من رماد.. روايةٌ للقاص والأكاديمي د. لطفي جميل محمد والصادرة عن دار ضفاف للطباعة والنشر والتوزيع 2017،، ومنذ العنونةِ أمدتنا هذه الروايةُ بما ستؤول اليه الأحداثُ وتغايراتُ الزمان والمكان في بقعةٍ تمتدُ على شكل بلاد اسمها العراق الذي حضر باسمةِ الصريح داخل متنِ السرد. ترى هل كل شيءٍ معدٌ لينتظمَ في دوامة الموت التي لاتخلف غير الرماد... من هنا نفهم ان الروايةَ هي روايةُ مصائر،ولا اقول تشبيها بالعنونة او المتن لرواية قلعة المصائر المتقاطعة لأيتالوكالفينو.. روايةٌ حيث تحضرُ الحياة برمتها وهي تسيرُ على الحافات الخطرة، في بلدٍ تتوالدُ فيه الحروب، مصائرُ بشريةٌ تواجه حتفها وان عاشت حياتها، لكن الموت ظلالٌ سودٌ تتخفى خلف البنايات والأشجار والظنون. ثمةَ حكايةٌ اخرى تمثلُ الجناحَ الثاني لطيران الرواية، الا وهي قصةُ العريف عبد الله الجندي العراقي الجريح والمختفي داخلَ احدِ المغاراتِ بعد ان احتلت مواقعهم القوات الإيرانية... هذه الحكايةُ المولودةُ من الحكاية الأولى بدلالة كونها مخطوطة عثر عليها او هكذا.... السجل المحفوظ بحافظةٍ بلاستيكية شفافة الذي حصلوا عليه مع تلك الوثائق، وهو سجلٌ قديمٌ نوعا ما، وذلك بسبب ماتعرض له من ظروف الخزن. نقرأ سأله ضابط التحقيق محاولا استيضاح الأمر بدقة.. ــ بوضوحٍ دقيقٍ، هل تقصدُ انها قصةُ لجنديٍ عراقي. ــ هي تحت عنوان عزلةُ عبد الله كما تحملُ تاريخَ كتابتها على مايبدوالذي هو عام 1988. تنفتحُ الروايةُ على سردية الجندي عبد الله المخابر الذي تنقطعُ به السبلُ بين وحدته والواجبِ المكلف به بإمداد خطوطِ الهاتف السلكي،، صيغةُ ضمير المتكلم هي من قامت بهذه المهمة، وكأنّ بالروائي يزجُ بمتلقيه في عملية اشتباك لمعرفة سيرِ الأحداث،وملاحقةِ الفعل بمستوياته والذي يمثلهُ الجندي عبدالله ، ومن ثم يؤثثُ المشهد من حوله في محاولة لإبقاء وهجِ الذكريات،او الاستنارة بوهج التذكر كلما تضيقُ عليه المسافة وهو يُحشرُ شيئا فشيئا في المغارة. وجدتُ ان اقطع المسافةَ المتبقية، كانت تعني لي الكثير، اذ ان خلف هذه المسافةِ تكمنُ احتمالاتٌ عدة، اولها انني سأحظى برؤيةِ وجه امي من جديد، ستتيحُ لي عدَّ اعمدةِ شارع دجلة الجميل من جديد، سأواصل لعبة الدومينو لساعةٍ متأخرةٍ... هذه المسافةُ وما خلفها يمكنُ ان تعيدني الى شارع التربية.... ــ هنا يتبدى اشتغالُ الروائي على تقنية الفلاش باك لضخّ اكبر عددٍ من المشاعر والذكريات لرسم عوالمَ شعرية تلامسُ حيواتنا اينما نكون.. وتطعيمِ متنه السردي بمواقفَ حياتية ماضيةٍلإضاءاتها من جديدٍ في لحظة حرجة. في مشهد للجندي عبد الله المحاصر في داخل المغارة، وعبر تهيوءاتهِ واشتدادِ سطوة الوحدة عليه او هكذا.. ثمة اشباحٌ ثلاثةٌ توجهَ بنادقها اليه، لكنه يستدرك على الرغم انني على يقين بأن لااحدَ سواي يعرفُ هذا المكان....!!! لتقدحَ الذاكرة الى وصفهم بالتتر... اي المغولِ واستباحتهم لبغدادَ دار السلام، ليعيدَ الروائي انتاج خطابه الى ان ثمة احتلالاً اخر يحمل الوحشية نفسها عاشته بغدادُ القرن الواحد والعشرين... عادوا ليكملوا مالم يُكمله زعماؤهم على مسرحِ الوحشية واللاحضارة. ــ اتخذ الروائي شكلَ التداخلِ الحكائي، اذا هي فصولٌ سرديةٌ لكل جناحٍ ممثلا بشخصيتي الرواية، معتمدا قطع التسلسل المنطقي للأحداث وخاصةً فيما يتعلقُ بمصير الجندي المخابر المحاصر... وفي هذا الأمرُ لايخلومن تشويقٍ والذي يعدُّ عنصرا فاعلاً في الكتابة الروائية. نقرأُ في صنعةِ السرد للدكتور سلمان كاصد ان في كل روايةٍ هناك نقصاً من جهةٍ يفترض فائضاً في الجهة الأخرى، وربما هناك تقابل متساوٍفي الجهتين، وان مايحرك هذا العمل هو هذا التضاد الذي لولاه لما استمر الصراعُ على مستوى الحكاية. ــ اشتغالُ الروائي على وصفِ الأمكنة لتأثيثِ المشهد عبر استثمارِ السرد وبمنتهى الدقة، مثالاغرفةُ اعتقال الضابط العراقي،،ووصفُ المغارة للجندي المحاصر.. هذا الوصفُ الذي يوصلنا لملامسةِ الجانبِ النفسي لكلا الشخصيتين، في محاولةٍلإبراز ثقلِ الزمن النفسي واحاطته بمدياتِ حريتها، وصولا لتهديدِ وجودها كفعلٍ يتآكلُ دواخلها.... انتابتني رغبةٌ كبيرة بالخروج من هذا الجحرِ، رافعاً يدي وانا اصرخُ واقول اوقفوا الحربَ... اقطعوا النار حتى وان سقطتُ قتيلا، سأقولُ للمتحاربين انتم شلةٌ من المجانين، لابل شلةٌ من مصاصي الدماء ص61. فصلٌ سرديٌ يتابعُ حركةَ الجندي المخابر المحاصر يبدأُ من الصفحة 59-88 يرصدُ تحولات الوضعِ الذي ال اليه داخل هذه البيئةِ الطبيعية المغارة وكيفيةَ التعاملِ مع مفرداتها للوصول الى ابعد حدٍ لمعانقة الزمنِ النفسي ودفع اليأس الى تخوم بعيدة... فكانت الكتابةُ هذه المرة فعلا ايجابيا ينتصرُللذاتِ حتى وان كانت تواجه نزعا اخيرا... شرعتُ بكتابة السطور الأولى لمذكراتِ عزلتي، مبتدئا باللحظات التي سبقت الهجومَ علينا، وانا اتضورُ جوعا وعطشا، وقلقا من ان يجدوني قد غادرتُ العالم الخشنَ المخنوقَ بالحروب، والمطوق بالموت، من دون ان يستطيعوا حلَّ لغز عزلتي... كتبتُ وكتبت حتى حل المساء... ربما يستدركُ القارئ العادي، وهو يقفُ امام هذا المشهد،، هل يصحُ ان نكونَ ونحن في اقسى حالة يأسِ، واقصى حالات حصارٍ.. ان ننتجَ حياةً اخرى عبر الكتابة... ؟؟ ولماذا الكتابة؟وهل هي فعلٌ تحرريٌ لحظويٌ ربما للجندي... أم ان ثمة تدخلاً للصنعة الروائيةِ لاجتراح فعل إنساني اكثر خلودا ربما، سيكوّن ثيمةً روائية تنتج احداثاً مضافةً، تخدمُ تحويل هذه الكتابة المذكرات الى مخطوطةٍ باسم مذكرات عبد الله والتي سوف تخدمُ ايضا مبنىً حكائيا تتصاعدُ منه احداثُ الرواية. ــ حصارُ الجندي عبد الله على مدى سردية الرواية،وتضائلِ امله في الحياة عبرَ تعطل وسائل الإنقاذ،وضمور الشعور النفسي لديه بأن كلَّ ماحوله يشي بموتٍ قادم،، اقولُ له مايشابهه في الأدب العالمي وتحديدا في رواية العطر لزوسكيند، حيث البطلُ قاتل النساء الجميلات ، عندما يغادرُ باريس تاركا وراءه مختبرات صناعةِ العطور، تأخذهُ قدماه الى الجبال لينحشرَ تلقائيا بين شقوقها،حد فقد آدميته وتحوله في لحظة زمنية الى نوع من الطحالب....!!! انه تشيؤُ الطبيعةِ البشرية بفعل ضغوطِ الداخل والخارج وبمختلف المسميات. هذا ماابرزته اسئلةُ المحققين والحوارات المستمرةُ مع الضابط احمد الناصر... مهما ستؤول اليه التطوراتُ في العراق، فأنالا اعتقدُ ان هناك واحدا يقبل بعرضِك هذا، لأنه يتعارضُ مع القوانين والأعراف، فضلا عن ثقافة العراقيين. اللغةُ في رواية موائد من رماد خلقت مناخها العام،من السهل الممتنع، وبمستوى يكادُ يكون واحدا لجميع شخوصِ الرواية، تلك الشخوصُ المنتمية الى هويةٍ تتوحدُ في تقرير مصيرها، لغةً خلقت عوالمها من متنها السردي الروائي، كادت ان تسمي الأشياءَ والأمكنة والوقائعَ بمسمياتها حدُّ تدوينِ الأماكنِ التي نشأ فيها الروائي. وبهذا يكون لطفي جميل في روايته موائد من رماد قد وجه خطابَ ادانةٍ واضحٍ للحروب أيا كانت مسبباتها، وانحاز الى الإنسان كقيمةٍ عليا لابد ان تعيش هناءاتها،غير متخليةٍ عن ثوابتها الأصيلة.... العتبات القرائية الخارجية للرواية كثيفة الدلالات ومتعددة الإحالات، تغري القارئ بالإسراع في استكشاف المتن المحكي المختبئ بين دفتي غلاف رمادي يحمل عنوانا قائما على التقابل، ولوحة لامرأة بدون ملامح، بجسد أسود وفستان أبيض عليه ثلاث نقط سوداء في مناطق حساسة من جسد المرأة القلب، الصرة والفرج ، وضمادة بيضاء في ذراع يدها اليسرى وشعر منفوش... رواية جريئة لأنها تعاملت مع المجتمع الفلسطيني على أنه مجتمع عادي... كأنها تقول لسنا ملائكة لدينا من الأخطاء ما يكفي لوأد عروس في ليلتها، وقتل الحب بدم بارد هذه المؤشرات الخارجية وغيرها تسلح القارئ بأدوات تجعله لا يغوص في أحداث الرواية إلا بعد وقد تزود بمعرفة أولية تؤطر توجه العام لقراءة الرواية.... عند قراءة الرواية يكتشف القارئ أن رواية الوجه الأسود للبياض تحكي حكايتين مختلفتين بينهما خيط رابط اسمه وفاء: - الحكاية الأولى تدور تفاصيلها بين زوجين خالد وسمر : خالد طبيب أسنان استكمل دراسته بلندن، وحيد أبويه ينحدر من وسط راق، من حين لآخر يلوح له طيف صديقيه جورج وعبد الرحمان، تزوج سمر المحامية الحاملة لدكتوراه، ابنة أب معتقل سابق تنحدر من أسرة كان للأم الدور الرئيسي فيها أحبت شابا اسمه قيس لكن الأم وقفت في وجه زواجهما، خوفا من أن يكون قيس عقيما وهو المنخدر من أسرة ضعيفة النسل، عاش خالد وسمر حياة سعيدة لا يشوبها سوى عجزهما عن الإنجاب، قبل أن تكتشف في حاسوبه صورا التقطها من شرفة البيت لفتاة كان يتابع مرورها في الشارع كل يوم وأغرم بها دون أن يكلمها أو يعرف هويتها، وهو ما جعل سمر تعيش صراعا داخليا قررت على إثره وضع حد بعلاقتها بخالد. وعبر وساطة نوفل سيتقدم مروان لطلب وفاء للزواج، ولم يكن لها من خيار سوى القبول به زوجا، ورغم تقدمهما في السن مروان 30 سنة ووفاء شابة ناضجة تجاوزت العشرين سنة فهما قليلي التجربة جنسيا : فمروان لم يعش تجربة جنسية كاملة في حياته، ووفاء لا تعرف كيف يتم الإيقاع بالنساء ، نتيجة لذلك ولغياب أي تعالق وتجاذب بينها كانت ليلتهما مأساوية: عاشا أغرب ليلة دخلة نامت فيها العروس، سافر فيه العريس مع ذكريات قصص حب عاشها مع حبيبتين سمية و رولا هجرتاه وتزوجتا غيره... رأى في نوم عروسه وتجاهلها له إهانه كبرى، فانفجر في وجه العروس النائمة محاولا قتلها بعد اغتصابها... لتنتهي هذه الحكاية بالزج بمروان في السجن، ونقل وفاء في حالة حرجة للمستشفى بعد محاولتها الانتحار... وفي المستشفى حيث كان خالد يستعد للتبرع بدمه لإنقاذ أم سمر قبل إجرائها عملية استئصال الرحم، وحيث كانت ترقد أيضا وفاء التي تعلق بها خالد، ينطلق تجميع خيوط اللعبة السردية في الرواية عبر عدة مفاجآت: هكذا يكتشف خالد أن معشوقته وفاء هي ابنة صديقه القديم عبد الرحمان الذي سيجدد به علاقته مما سيفقده الجرأة على البوح بحبه لوفاء، وتكتشف سمر أن الطبيب المشرف على عملية استئصال رحم أمها هو حبيبها قيس الذي رفضته أمها خوفا من العقم، وتحاول تجديد علاقتها به بالذهاب معه إلى المنزل لكن التردد منعها من تجديد علاقتهما بعد التعرف إلى زوجته وأبنائه. أو التخلص منهم روائيا إدخال مروان إلى مصحة الأمراض العقلية، ودفع خالد إلى الهجرة... وغيرها من الأمكنة التي يحبل كل مكان فيها بدلالات قد يطول شرحها، إضافة إلى تنصيص الرواية على اختلاف الأجيال بين جيل قديم قادر مسؤول منذ الصغر زواج مريم لمجرد ظهور نتوءتين على صدرها وجيل جديد عاجز عن التواصل رغم تنوع قنوات التواصل فشل وفاء و مروان الذي تجاوز الثلاثين سنة دون أن يعرف أية علاقة جنسية كاملة ووفاء لا تعرف كيف يتم الإيقاع بالفتيات ص61 وكل تيمة من هذه التيمات وغيرها تستحق أن تكون موضوع دراسة خاصة. آية قرآنية بلون ذهبي... لخرجنا بدلالات ذات قيمة وإن لم تفكر فيها المؤلفة.... ومن القضايا التي تطرحها الرواية الاختلافُ بين جيل ونضال الأمس و جيل اليوم، وكيف كان أنسان الأمس مسؤولا ملتزما يقدر العواقب... وتكريس جيل اليوم لقيم اللا- مباة التي تولدت في نفسية الأبطال فجعل من خالد زوج سمر مستسلما؛ سيان عنده مغادرة بيت الزوجية أو البقاء تحت سقفها، سيان عنده السفر أو البقاء إلى جانب زوجته وأمه المريضة، يدرك الحب، ويتركه على الفور... ليس لديه الجرأة على مواجهة حبه لوفاء، ولا إعلان موقفه من فراق سمر.... في الرواية نقط مضيئة كثيرة منها ندرة الأخطاء و سلامة وشعرية اللغة، إضافة إلى تقديم النساء رمز للكبرياء، بشخصيات قوية مترفعة غن الدناءة والانحطاط، جمعهن يحترمن خصوصيات من يتعامل معهن حتى ولو كان ابنا فالسيدة نجوى لا تتجرأ على أن تسأل ابنها خالد عن سبب زياراته لها و حتى على ما يؤرقه تقول الساردة: تتنهد مودعة ابنها آملة أن يشفى من همه الذي ظلت تجهل أسبابه 45... ناهيك عن قيام تطور الأحداث في الرواية على المفاجأة طريقة التقاء خالد بصديقه ع. التقاء عائلتي العريس والعروس في المشفى كان من المفترض أن تكون لحظة فرح العريس مطلوب للشرطة، العروس في غيبوبة لا أحد يعلم هل تستفيق منها 72... يستنتج إذن من خلال هذه المقاربة السريعة لرواية الوجه الأسود للبياض كمحاولة أولى للكاتبة، أن الروائية تستحق التنويه تشجيعيا لها لمواصلة العطاءـ ونرحب بها قلما نسائيا ينضاف لما تخطه نون النسوة روائيا، لكن ذلك لا يمنع من إبداء بعض الملاحظات عساها تساهم في تنوير طريق الكاتبة، من ذلك كون بعض المشاهد في حاجة لتدخل الساردة للتوضيح : ففي الصفحات 54... وكان المشهد يتطلب إشارة إلى أن البطلين غيرا مكانهما... وفي الصفحة 67 نجد مروان يقول لنوفل إنه لا يغرب في العودة للبيت ما أثار غضب هذا الأخير الذي حاول كبثه حين فاجأه هاتف من الشرطة يستدعيه لكفالة قريبه والقريب المقصود هنا هو مروان طبعا لينتهي المشهد بهما وهما يذهبان للبيت لتقصي وضع وفاء... دون أن يعرف القارئ كيف اختفى مروان وعوض بمنال التي ظهرت في السيارة تضع رأس أختها على فخذها... إضافة إلى ذلك يشعر القارئ بوجود تداخل بين الساردة، الكاتبة والبطلتين وفاء وسمر عندما يطرح سؤال من يحكي الحكاية في رواية الوجه الأسود للبياض وقد تدرك الساردة ذلك التداخل فتستعين بضمير المتكلم الجمع نحن وأحيانا يحضر ضمير ال نحن ص 87 ولنستمع للساردة كيف تتكلم بضمير ال نحن ربما لفكرة العشق اللا متناهي أن تجعلنا نرزح تحت وطأتها فنحيل بدورنا مع مرور الوقت ألم الفقدان إلى عذوبة نستشعرها كلما سمحنا لذكرى ما بالصحو من غفوتها داخل عقولنا او كلما سمعنا... ص87 وللقارئ الحق في التساؤل عمن يكون هذا ال نحن وما سبب حضوره في رواية تحكى بضمير الغائب في سرد موضوعي صادر عن سارد عارف كل شيء عن أبطاله، متحكم في رقابهم يبعد من يشاء ويقتل من يشاء، وكيف حول السرد في هكذا مقاطع إلى سرد ذاتي السارد فيه راو وموضوع رواية، وأحد شخصيات النص معرفته ينبغي أن تكون مساوية لمعرفة الشخصيات في تجسيد للرؤية المصاحبة الرؤية مع... هذا وقد يشعر القارئ بتداخل في بعض المشاهد : كالتداخل بين حفل زواج وفاء وحفل زواج سماح مساعدة خالد في العيادة، وتداخل في المرض بين مرض أم خالد ومرض أم سمر مع وجود وفاء في المستشفى ففي عدد من المشاهد يكون القارئ مع وفاء الغائبة عن الوعي في المستشفى ليجد نفسه واقفا يتابع الأم على السرير يسهر عليها الطبيب، أو وخالد يستعد للتبرع بدمه لأم سمر وصورة وفاء أمامه... وبما أن رسول مشتغل في الحقل الفلسفي فلاغرابة أن يتسرب بعض المصطلحات الفكرية إلى نصه السردي مثل النسوية، والأنثوية، والوطن البيولوجي وما إلى ذلك من أفكار فلسفية مركبّة نتقبّلها لأنها ترتدي حُلّة أدبية قشيبة. وعلى الرغم من اختلافنا الجذري مع هذه الفكرة القديمة إلاّ أننا نجد أنفسنا مضطرين للتعاطي معها ضمن سياق اللعبة السردية للمبنى الروائي الذي انحسر فيه دور الراوي العليم وأسند مهمته إلى أسماء يوسُف، بطلة النص بلا منازع، كما سمح، في الوقت ذاته، إلى شخصية روائي كويتي أهدى روايته الجديدة إليها لأن يتقصى أحداث الرواية التي بدأت تكتبها أسماء بوصفها بطلة النص، وراويته، وثيمته التي تتمحور على سيرتها الذاتية المُفجعة بعد أن فقدت الأهل والأصدقاء لتجد نفسها في أوطان بديلة مثل الأردن والمغرب والإمارات قبل أن تحزم حقائبها لتستقر في باريس، حلمها الوردي الذي كان يغازلها منذ سنوات دراستها الجامعية. تترجّح أحداث الرواية بين زمنين، هما المضارع المستمر، والماضي المُستعاد ذهنيًا، وثمة فسحة بسيطة للتأمل المستقبلي الذي تتسلل إليه عبر أحلام اليقظة الخاطفة. لا يتأخر الراوي العليم في إحاطتنا عِلمًا بأن أسماء مُعاقة، وأن ذراعها اليمنى مشلولة الحركة، ولهذا فهي تراجع عيادة الأعصاب عسى أن تتغلب على هذه الإعادقة الوِلادية. تكشف المقابلة التلفازية التي أجراها الصحفي الفرنسي روني آلن عن أبرز محاور السيرة الذاتية لأسماء يوسف منذ ولادتها وحتى الوقت الراهن الذي تتهيأ فيه للسفر إلى باريس والعمل بصفة باحثة لمصلحة القناة التلفازية التي أجرت معها الحوار وأُعجبت به أيما إعجاب، وكان ذريعة تقنية لاسترجاع الماضي منذ ولادتها التي اقترنت بموت الأم البيولوجية نعيمة شمعون نتيجة التلوّث الشامل الذي اجتاح مدينة البصرة إثر اندلاع الحرب العراقية-الإيرانية وشيوع الولادات المشوّهة جسميًا وعقليًا. يُعدّ العنوان مفتاحًا للنص الروائي وفي هذه المقابلة نتعرف على الفرق الكبير بين الأنثى والمرأة، فالأولى لها رؤية ثقافية وحضارية ووجودية للحياة بينما تفتقر الثانية إلى هذه الرؤية. وقد حاول المؤلف رسول محمد رسول تعميم هذه الظاهرة المحلية التي تخص العراق إلى ظاهرة عربية تخص الشام وبلدان المغرب العربي إذا ما استثنينا البلدان الخليجية المرفّهة. ولأنها تعمّدت إماتة المؤلف والرواة فقد أخذت على عاتقها كتابة الرواية من خلال الرسائل الموجهة لأبيها وأمهاتها الثلاث، البيولوجية والفيزيائية والثقافية من دون أن نهمل تخيلاتها، وشطحاتها، وأحلام يقظتها التي قالت فيها كل شيء تقريبًا. تضجّ الرواية بالعديد من الأسماء الحقيقية مثل الصحفية نزهة صادق، والشاعرة فاتحة مُرشيد، والإعلامية سعيدة شريف من المغرب، والشاعرة هدى الدغاري من تونس، والروائية لطفية الدليمي من العراق، وميس خالد العُثمان من الكويت. كما أورد أسماء كاتبات عربيات كتبنَ نصوصًا مهمة طرقت أبواب الأنوثة كقيمة خاصة لدى المرأة مثل روايات سلوى نعيمي، وفضيلة الفاروق، وسهام بوهلال، إضافة إلى نصوص فاطمة المرنيسي، وإيمان المُرابط، ونوال جبالي وسواهن من الروائيات اللواتي يمجدن الأنوثة. لندن: عدنان حسين أحمد التفاصيل كتب بواسطة: رحمن خضير عباس عن دار فضاءات للطباعة والنشر. صدرت رواية العين الثالثة للكاتبة العراقية صبا مطر. وقد تكون هذه الرواية من أولى تجاربها في هذا المجال. ولكن الكاتبة، أكدت قدرتها السردية، وقابليتها على إختزان الاحداث والوقائع، ومن ثم سفحها على بساط السرد الفني، لتجعل من هذا العمل جدارا فنيًّا أو لوحة لتدوين الوجع العراقي في أحلك ظروفه التأريخية. لقد ساهمت صبا مطر بروايتها هذه، بكتابة بعض أحزان أرض السواد، من وجهة نظر الطفولة المستباحة والمحرومة، والتي وجدت نفسها في بلد يجتر الحروب المتتالية، التي ما إن تنتهي حرب حتى تبدأ أخرى. وما أن يتنفس الناس الصعداء من محنة حتى تأتي محنة أحلك منها. في هذا الوطن الذي يعيد إنتاج أحزانه وعذاباته، وكأنه لايكتفي بتخزينه الموروث من المآسي، حتى يُضيف اليه كوارث أخرى، تستدعي أشد وسائل الحداد والبكاء. صبا مطر الضحية والشاهدة، والتي عايشت أهم مفاصل الحزن والدمار والقتل والحصار. تتأمل كل ذلك من شرفة المهجر. تأمل الطفولة المعذبة والبريئة من خلال سكون الحاضر. إنها نقل حي لأحداث هائلة وأزمات خانقة، جرت على العراقيين دون أن يشعر العالم بألمهم إنها المِحنة العراقية المنسيّة،بأزماتها الطاحنة وإنفراجاتها الموّقتة، ببشرها من الضحايا والجلادين. سواءً الذين ساهموا في تدمير البيت العراقي أو الذين حاولوا ترميمه. الاطفال الايتام والفقراء، طلاب المدارس والجنود، المقهورون من البشر، والذين وجدو أنفسهم تحت ظلم نظام لايعرف الشفقة. العين الثالثة : هي العين التي أرادت إعادة التوازن للأشياء والاحداث. والتي حكمت عليها بما تستحق. تحاول ان لاتكتفي بالدموع، وانما تنقل الى العالم أسبابها والمسببين فيها. لقد كانت الرواية مخاضا هائلا، تنهمر أحداثه الحقيقية لكي تصفع الضمير الانساني. ولكي تسجل بشكل فني جميل ومؤلم. مالذي حدث فعلا، ولماذا، ومن هم الذين ساهموا فيه ؟ لذا أتت روايتها، كشهادة حية تُدين قيم هذ العصر وإختلال معاييره. هذا العصر الذي ينتصر للقوة. ولا يقيمُ وزنا للآلام الانسانية، والتي سجلتها الكاتبة بدقة وتأنٍ. وكأنها تقوم بعملية تسجيل لذكريات الطفولة والشباب، للبشر الذين وجدوا أنفسهم في براثن القسوة والحرب، وترعرعوا على شظايا الموت وهي تمزق الاجساد المستباحة، والتي لاتمتلك من وسائل الدفاع سوى ضعفها على المواجهة المحتدمة، أمام آلهة الموت والحرب. في معارك عبثية لاناقة لهم فيها ولا جمل. تبدأ الرواية لتؤسس مُناخا للطفولة البريئة، التي لايهمها سوى اللعب البريء. والدفء الانساني بين جدران البيوت الآمنة. وفجأة يبدأ الموت على هيئة حرب. تستعر هذه الحرب دونما توقف. وكأن الذي أشعلها قد نسي إخمادها. وتظل تأكل الحياة والانسان والمشاعر، في ظل طبول وأهازيج وأغاني وكلمات وصور تحاول أن تجعل منها شعارات جديدا للحياة. هذا ما صوّرته الكاتبة عن حرب الثمان سنوات بعين طفلة في المدرسة. ولكن هذه الطفلة تكبر وتحيطها متاريس الحرب من خلال إعلام الدولة، الذي جنّد كل شيء من أجل معارك عبثية. ومن أجل تمجيد القائد. الأغاني والقصائد الشعرية ووسائل الاعلام المسموعة والمرئية والمناهج المدرسية. لقد نقلتها الكاتبة بتفاصيلها وجزئياتها ومناحي تطورها. لقد نقلت لنا صليل الحرب وإنعكاساتها على العراقيين. وكيف أنّ الدولة قد عسكرت كل منافذ الحياة. وأصبحت الحرب وحدها، هي القضية التي يعلو صوتها على كل المشاعر والدفء الحياتي، الذي يُفتَرض أنْ يسري بين الناس. لقد إستطاعت الكاتبة أن تنقل لنا الوجه الآخر للحرب. وهو وجه متعرٍ من مساحيق التهويل والتطبيل الذي نجده في التلفزيون الوحيد الذي يمثل الاعلام الرسمي للسلطة. حيث يعيش الناس في ظلمة المعلومة الضائعة. وذلك من خلال راديو والدها الذي أطلقوا عليه الهدهد لانه يأتي ببعض أخبار صحيحة خارج إطار إعلام النظام. تتحدث الرواية في لقطات سريعة أو متأنية عن شرائح اجتماعية، تعاني مرارة الحاجة والقحط. وذلك من خلال وجه الطفلة التي تأتي لاستجداء مايسد الرمق. من خلال أطفال الشوارع. من خلال الارامل والشهداء. قصة العروس التي كانت تحلم بهذا اليوم، ولكن صاروخا طائشا. اقتحم بيتها وعرسها وتركها مجرد أشلاء مضرجة بالدم. كانت الكاتبة تتحدث بحماس عن محنة الجغرافية التي تحيط بالوطن. عن زيارتها للمستشفى وعثورها على قدم جندي مازال راقدا في سرير الانعاش ينظر اليها برعب من خلال زجاج غرفته. تتحدث عن نُصْب الشهيد والذي يزدحم بخوذ الحرب التي كانت تحتضن البشر المتناحرين. ويزدحم بأسماء الجنود المجهولين الذين ماتوا بصمت. وحينما تنتهي الحرب الايرانية العراقية تنقل الكاتبة لوحة فنية للفرحة التي إنعكست على المشاعر العامة. ان النصر الحقيقي ليس التفوق على العدو وإرغامه على القبول بالسلام. بل ان النصرهو الخلاص من الحرب ذاتها. ثم تنتقل الرواية الى الحرب الاخرى التي دمرت ماتبقى من النسيج الاجتماعي وأرهقه. انها حرب استنزاف حقيقية لكل النبض الانساني لبلد لايمتلك القدرة على تغيير القرار. ورغم أن الكاتبة أصرت على أن تجعل الاحداث من زاويتها الشخصية. مما جعل الخط البياني لسير الاحداث في إتجاه واحد. وهو إتجاه التجربة الذاتية. حتى يصل القارئ الى يقين أن الكاتبة. تقوم بعملية إستحضار أحداث الماضي من خلال الذاكرة وكأنها منهمكة في كتابة مذكراتها. لذا جاءت الاحداث أكثر حرارة من حيث مطابقتها للوقائع. فقد جاءت الرواية على هيئة سكيتشات ولقطات سريعة. حيث أغارت ثلاث وثلاثون دولة على البلد، وها هي صواريخها تتشظى في سماء المدن العراقية. ولكن الاطفال يخرجون الى الشوارع وهم يتابعون إتجاهاتها وكأنها ألعاب نارية. صورة محمد الشاب الذي يزعم عدم الخوف إزاء أزيز الطائرات وصوت الإنفجارات، ولكنه حينما يخلو لنفسه يبكي من الذعر. قصص حب صغيرة تنشأ بين الشباب لتبدد وحشة الدمار، الانسجام بين الضحايا ومحاولة إشاعة الحب بينهم كمواجهة لحقد الحرب. الشهامة وتحدي الموت كموقف ابو خليل الذي يتحدى الخطر ليذهب الى بغداد كي يجلب له ولجيرانه بعض المواد الغذائية. الاستاذ الجامعي الذي التهمت الحرب مكتبته العامرة بالكتب وآلة البيانو الذي كان يعزف به لمواجهة الخوف. ضحايا ملجأ العامرية، حيث الصواريخ التي حفرت أعماق الكونكريت لتحرق مجموعة كبيرة من الاطفال والنساء،والذين ماتوا إحتراقا في أسوأ جريمة إنسانية يرتكبها الأمريكيون في زمن بوش الأب. الغيوم السوداء الذي تغطي سماء العراق. ويكتشف الناس من خلال راديو الأب. إنها نتيجة حرق آبار نفط الكويت. وقصة وهاب الذي تخلص من الموت. وكادت الصحراء ان تلتهمه. ولكنه عاد الى إمه بمعجزة. آلام الأمهات على غياب إبنائهن. سلام الذي رأى بأم عينية كيف إستطاع النظام ان يدفن أسراه وهم أحياء في حفر عملاقة والصراخ الذي كان ينبعث منهم وهم يبحثون عن الهواء. سياسة التجويع من خلال حصار العالم للعراق والذي إستمر سنين طويلة. وكيف أن الناس باعوا كتبهم وشبابيك غرفهم وأسرة أطفالهم. وتنقلنا الكاتبة الى قاع الحياة في ظل الحصار، من خلال عشرات الحكايات المنتزعة من الواقع. ذلك الحصار الذي أدّى الى تغيير التركيبة السلوكية للفرد العراقي، والذي وجد نفسه أعزلا مابين مطرقة نظام بشع وقاس. وبين سندان إرادة دولية لم ترحم إستغاثاته. هي حبل المشنقة الذي تدلى على وريد العراق لسنين طويلة. وأعتقد ان الكاتبة كانت محقة في لوم الصدفة. في فصل الرواية الاخير. تتأمل الكاتبة حالة المهجر بكل متع العيش ووفرته وطبيعة العلاقات السوية وذات المضامين الانسانية بكل نبلها وطيبتها وإنسانيتها. وتقارنها بالأوضاع الشاذة التي تركتها في الوطن. هذا الوطن الذي تعرض الى غزو أمريكي أطاح بالدكتاتورية. فخلق حالة من الفراغ والفوضى وشريعة الغاب. هذا ماتقصه على القارئ، من خلال صديقتها وجارتها سناء التي عادت الى الوطن. لكنها وجدته ينزف رعبا ودما وفوضى عارمة. وكادت سناء إن تكون ضحية لانفجار هائل هز بغداد. وهكذا تتحول العين الثالثة من الكاتبة الى شخصية سناء. ومن خلال رؤيتها للإحداث. ورغم الصدق في سير أحداث الرواية. من خلال شخوص حقيقين عاشوا وماتوا ومن خلال الامكنة والأزمنة والاحداث. ولكنها تبتعد عن طبيعة السرد الروائي بمعناه ومبناه الفني. فالرواية ليست هي تراكمات لقصص وأحداث. وانما هي عملية بناء مواز للحدث. يعتمد على خامته وينأى عن تفاصيله وضروراته. العمل الروائي تقنية تتجاوز الحدث الواقعي، وتقوم بحياكته من جديد. وفق صيغة روائية معيّنة، لها عوالمها التي تعكس الواقع أحيانا وتغايره أحيانا اخرى. ومع إختزان الكاتبة لسيل هائل من الحكايات والقصص والروايات المتداخلة. ولكن هذا الحشد الكبير الذي تم سرده والشخوص الذين ظهروا بين الاحداث يمكن أن يروي لنا مذكرات لإحدى ضحايا القهر. ولكنه في نفس الوقت لايقدم لنا رواية متماسكة من الناحية الفنية. وذلك لان الاحداث قد ظهرت أقرب الى التدوين الصحفي منه الى السرد الفني. ومع ذلك فان العين الثالثة للكاتبة صبا مطر. قد جعلتنا مسمرين على وهج الاحداث والعذابات والضحايا والجوع والدمار واليأس والضعف والقوة والتحدي. انها ملحمة عراقية تتحدث عن روح الصمود والتحدي لدى الشخصية العراقية المتمثّلة بالعائلة التي تحتمي بجدران لاتستطيع حمايتها وهي تواجه عالم القسوة من العدو الخارجي والعدو الداخلي. وكأن صبا مطر تتهجى الالم فتركت الامور تنهمر بصدق. لتحكي التفاصيل الكبيرة والصغيرة. أما اللغة فكانت جميلة وشفافة تقترب من الهمس الشعري إحيانا، تجعل القارئ متمتعا بها رغم حزن وقسوة الاحداث. لقد كانت أحداث رواية العين الثالثة شهادة متكاملة عن عصر سافل، لم يكترث للدموع التي تحجرت من الحزن. لقد كانت الرواية شهادة حيّة على الجريمة. رحمن خضير عباس التفاصيل كتب بواسطة: مادونا عسكر الدّاخل أرحـب سقطتُّ في السّماء كنت أعرجُ في أرض بلا نافذة.. أصرخُ لا يَسمعني أحد.. أمشي ببطء كعادتي أطلق بسملتي على البّاب لكنّي لا أفتحه.. الفكرة تقسو على العتبة الإنصات لما تقوله الاشياء يُكلّفني كثيراً.. ؟ الفسيلة كادت تذوي في يدي.. الدّاخل أرحب الهذيان الذي أَغْرَقَنِي في حكمته.. مَدَدْتُ في رحابه سجّادي.. ما ثمّة آفاق موصدة.. وراء الغيم مباشرة تتشرّع النّوافذ.. لقد دخل الشّاعر عمق هذه الحقيقة الّتي يحياها ومن خلالها يعيد قراءة ذاته ومحيطه واختباراته. ولعلّه يخطّ سيرة ذاتيّة من نوع خاصّ تنطلق من خارج إلى داخل، لا لتبيّن لنا انتقال الشّاعر من خارجه إلى داخله وإنّما يروي من خلالها يوسف الهمامي مسيرته نحو الاستنارة الفكريّة والرّوحيّة. الدّاخل أرحب العنوان الحقيقة المستحوذ على الشّاعر الإنسان بمعنى أنّ الشّاعر وصل إلى رتبة خاصّة في الشّعر مكّنته من ولوج العالم الدّاخليّ الّذي عاشه بالقوّة واليوم يحياه بالفعل. الدّاخل أرحب ممّاذا؟ من الأرض أم من الكون أم من الشّاعر نفسه. ولعلّنا أمام المدخل إلى القصيدة سقطتُ في السّماء نتيقّن أنّ الشّاعر يعيد قراءة تاريخه على ضوء حضوره في لحظة نشوة شعريّة سماويّة فصلته عن كونه، فحلّق عالياً ثمّ سقط في المكان المعدّ لهذه الاستنارة. ويشير الفعل سقطت إلى ارتقاء سابق جعله في الأصل فوق العالم. فهو لم يستخدم لفظ صعدت إلى السّماء أو رأيت السّماء بل يتحدّث عن فعل سقوط في السّماء. وكأنّي به يشير إلى أنّ الدّاخل الأرحب هو السّماء. فيفهم القارئ أنّ السّماء حاضرة في كينونة الشّاعر وسقط فيها كفعل ارتحال نهائيّ وانفصال نهائيّ عن الأرض. لم يكن الشّاعر غافلاً عن الحقيقة ولا يعرّف القارئ على حقيقة اكتشفها، وإنّما يعرّفه على القرار بولوجها. وهو يعي جيّداً أنّه كان على مشارفها فوضعنا أمام مشهدين. المشهد الأوّل السّماء الحاضرة فيه سقطّت في السّماء الدّالّة على التّحرّر من كلّ شيء، والمشهد الثّاني الخطوة المتعثّرة بضعف الإنسان الّذي لم يتحرّر بعد، ما يشعره أنّه مقيّد بذاته كنت أعرجُ في أرض بلا نافذة.. النّافذة المفقودة في الأرض دلالة على الانغلاق الكلّيّ. ومن جهة الشّاعر هي دلالة على صعوبة العيش في منطق هذا العالم كنت أعرج. الشّاعر أمام الحقيقة الثّابتة، يعاينها يتّصل بها بالرّجاء أطلق بسملتي لكنّه لا يلجها ليس لأنّه متردّد وإنّما لأنّ الوقت لم يحن بعد. الارتداد إلى الدّاخل أمر شديد الصّعوبة، ويتطلّب الكثير من التّأمّل والإصغاء إلى الصّوت العميق في قلب الإنسان. الشّاعر على عتبة الحقيقة يصغي بتمعّن إلى صوتها على الرّغم من كلّ الصّعوبات الّتي تواجهه نتيحة هذا الإصغاء الدّقيق. فالشّاعر يرى ويسمع ويعاين لكنّه محاط بأرض بلا نافذة. أي أنّه مقيّد بشكل أو بآخر بوجوده في هذا العالم. وهنا تتجلّى الغربة الّتي تشكّل ذروة الألم. كما أنّه لا بدّ من قرار يُتّخذ في اعتناق هذا الدّاخل والمكوث فيه والتّحرّر من خلاله بمعزل عن المحيط. أجثمُ في نفسي بصمت لا محراب إلاّ في القاع الجليل الّذي يغمرني ببياضه.. يجثم الشّاعر في السّماء حيث سقط فنفسه هي المكان الحقيقيّ الّذي يلتقي به بالحقيقة، بالسّماء، بالله. في نفسه، في عمق العمق، حيث لا حس ولا سمع ولا بصر يسكن الصّوت الإلهيّ الّذي يغمر الشّاعر ويطهّره ويحرّره ويكتبه. الغيم الدّال على فيض الماء وانسكابه يشير إلى لحظة خاصّة وربّما دامعة انقشعت بعدها الحقيقة ولعلّه في هذه اللّحظة المقدّسة أطلق بسملته على البّاب وفتحه. السّهل الممتنع المتأرجح بين الواقعيّة والسّرياليّة. المتمازج بالجسد والرّوح ليعبّر عن كينونة الشّاعر وكنه العلاقة بينه وبين ذاته ومحيطه، والعلاقة بين إنسانيّته وشاعريّته. تستفزّ الفلسفة الخاصّة بالشّاعر المتقطّرة من كلّ نصّ عقل القارئ ومشاعره، فعليه وهو يطالع هذا الدّيوان، أن ينسى كلّ ما اختزنه من ثقافة وينغمس مع الشّاعر في حياته الدّاخليّة. فيجول معه في عالمه الخاص الّذي ابتناه، فتجلّى ديواناً أقرب إلى السّرياليّة. مع العلم أنّ الشّاعر يعبّر عن واقع يستخدم به صوراً ماديّة طامحاً إلى أبعاد أخرى تتخطّى اللّغة والإنسان والشّاعر. يكشف فيه محمد بن جماعة عن تخطّيه الفعليّ للّغة وعبوره إلى القارئ من خلال الحدس. فيكتب به الجمال ليتجلّى كلّ نصّ بلّوريّة مختلفة عن الأخرى، تجتمع لتكوّن اللّغة الجديدة. في كنف هذا النّصّ تجتمع كلّ النّصوص، كأنّي به ينبوع يغرف منه ليروي ظمأ الشّعر. طوّرتُ جهازَ التّحكّم فيكَ عن بعد، فهلاّ عرفتَ برامجي المفضّلة للسّنة القادمة؟.. أعشقُ لقطات ما قبلَ العرض.. الشّتاءُ يملأُ عينيّ وخجلي برائحةِ رضيع!.. إلّا أنّه تجرّد عشقيّ واعٍ ناتج عن نضج واختبار شخصيّ. أنشئ بخيالي حدودَكِ المغلقة لذا.. فكّرتُ أن أقولَكِ بلغتي العاقلة حيث ُجمالكِ المطلق!.. منهج خاصّ بالشّاعر محمد بن جماعة. يحاكي به الحبّ ويناجي المرأة الحبيبة بل يتحاور معها في داخله بتفاصيل دقيقة، وكأنّها تسكنه ويسكنها. لحظات وامضة أنجبت قصائد فلسفيّة عشقيّة. طاولت السّماء بمزج الواقع بالخيال، وانسحبت إلى سطور يُقرأ بين ثناياها محمد بن جماعة الإنسان والشّاعر. فيكون الدّيوان بمجمله مرآة شفّافة صافية، تبرز أعماق الشّاعر. لكنّها بمثابة بحر عميق يلزم القارئ أن يغوصه حتّى يتلمّس الجمال. لذا سأهدي الشاعر وقصيدته بعضا ً من تنبيهاتي وإشاراتي... تنبيه 1 قصيدة النثر وشعراؤها لم يُقاربوا بشكلٍ نقدي يُقارب مضامين قصيدة النثر الفكرية ، بل انحصر النقد والنقد المضاد حول شكلها فقط.. تنبيه 2 في صفحات قليلة المساحات.. كيف لي أن أختصر مساحات ومسافات شعرية غطتها تجربة بدأت منذ عام 1942 ولا زالت تنسج مشروعها الشعري حتى الآن.. الإشارة الأولى على شرفات الطفولة تتسكع الأماني لتصبح نوراً يضيء وقتنا لنطير بأجنحة الوعد المأمول الذي يتكسر في كل لحظة ملايين المرات.. طفولة الصبح تعلم الشمس كيف تنظف أسنانها وترتدي مريولها وتذهب إلى مدرسة الحياة تعلم النهار كيف يخرج من ثيابه ويقف عارياً أمام الإنسان.. الإشارة الثانية حين ركض الوعي الأدبي في خلايا جسمي.. رأيت جدران غرفة والدي مغطاة بالكتب ورأيتها تقاسمني حب أبي لي.. و أردت أكثر مرة إحراقها إلى أن هُجِر أبي إلى غربة لقمة الخبز والفكر... باغتراب قسري فأصبحت الكتب تحمل رائحة أبي وحبره وألمه ودموعه التي رسمت كونها الذهبي.. فبدأت أبحث عني وعن أبي بين هذه الأوراق التي بدت لي جامدة عاتية قاسية كجدار من صوان الكلمات تتحطم عليها رغبتي في القراءة.. هنا يجلس التاريخ بنفاقه محاولا أن يكون كمعلم وقورٍ يعطيني درساً ويغطي رئتي بالغبار الأثري.. و هناك فلسفة متبجحة بالأخلاق والتورم والتوهم.. و إلى جانبها تراث يلبس جلباب وقاره المصطنع ويسلط سيف فتاويه على عنق المفردات والحلم.. و في زاوية أخرى يجلس طه حسين ليقلع أضراس شوقي ضيف بكماشة النحو واللغة التي تحجرت على أفواه ميتة ولكنها ترسم غد الشرق المحنط.. و في مكان أخر يحاضر عباس محمود العقاد بوقار قاطع كالسيف.. و هناك المتنبي الذي يغازل أبا العلاء المعري فيتوافقان على رسالة الغفران ولزوم ما لا يلزم... أي عالم أنت يا عالم أبي وأين أنا منه ومنك ؟؟ أشباح من التكلف تلاحقني وأنا أهرب منها باحثا عن صدى لنفسي وكينونتي.. و فجأة وفي ركن قصي ومهمل من المكتبة التي أصبحت جدران روحي المغلقة وقفصاً حُبست فيه أحلامي.. رأيت مجموعة من الكتب المتآخية والمتكاتفة جنباً إلى جنب ما هذه ؟؟: الفرح ليس مهنتي.. لمحمد الماغوط فعلا الفرح ليس مهنتي أنا هذا الكتاب يخاطبني، وهذا ما هو غرفة بملايين الجدران أنه كغرفتي هذه لو كان كل كتاب جدار وهو فعلا جدار عقلي.. و سمرنار — وشتاء لسليمان عواد و من أغاني الرحيل وكآبة والتسكع والمطر لإسماعيل عامود... و الظل وحارس المقبرة لفايز خضور9.. ها أنا ذا أرى نفسي في كل جملة وقصيدة من هذه القصائد إنها حقاً تعبر عني فتآخيت مع هذه المجموعات وعشت معها مكونة وعيي الشعري.. و هي التي كانت المفاتيح التي فتحت أمامي قلاع التراث والتاريخ والفلسفة والفكر.. فكانت النطفة التي لقحت بويضة روحي لتنتج طفولة وعيي الفكري الإشارة الثالثة وجيلنا جيل يتيم الأبوة.. نحن الذين بدأنا الكتابة والنشر منتصف سبعينات القرن الماضي.. لأن من كان المفروض بهم أن يكونوا أباءً أدبياً وثقافياً لنا تقوقعوا مشكلين طبقة كتيمة من العنجهية الأدبية والنكران الثقافي للأجيال التي سبقتهم وتلتهم - فمن قبلهم ومن بعدهم ليأتِ الطوفان -.. فبدأنا النحت والتحدي بكتاباتنا محاولين كسر هذه الطبقة الكتيمة بأجنحةٍ من خيالٍ وطفولةٍ... وفي هذا المحيط الذي كنا نتلاطم به مع أمواج النكران والتشظي ظهرت يد الأجداد ممدودة من خلال مجلة الثقافة التي كان يشرف على تحريرها الشاعر إسماعيل عامود ، كقشة أنقذتنا من عواصف عاتية.. فظهرت من خلال رعايته هذه أسماء مهمة منها : رياض صالح الحسين خراب الدورة الدموية وصقر عليشي بعينيك ضعت و عبد القادر الحصني ماء الياقوت وآخرون كثر.. لقد كان شاعرنا حضناً دافئاً يحمينا من التكسر والانكسار.. الإشارة الرابعة هكذا تعرفنا على إسماعيل عامود الشاعر المتشرد من أغاني رحيله المحملة بالكآبة والبكاء والتملص من أحلام ليست أحلامه لكنها تزوره صبحاً ومساء.. حين كان طفلاً يستيقظ على زقزقة عصافير الشهوة محدقا بشجرة سرو من شقاوة وحنين تتطاول حتى سقف السماء.. وكان يفكر أنه لو قطعت هذه الشجرة لسقطت السماء كي تعانق الأرض.. تسكعاً ومطراً يرافق مراهقته المقتولة فقراً وتشرداً على أرصفة موانئ العالم المجهول ، يغني على ربابته التي تقطعت أوتارها حنيناً لماء الوعي.. من رصيف الولادة إلى رصيف التذكر والطفولة حتى رصيف التسكع والانتظار... لينشد قلبه أشعاراً من أجل الصيف.. الذي يتفتح سنبلةً من حنطة الإبداع ورؤية الخلق الفني المتكامل... مسافراً في الاتجاه المعاكس.. كي يصل إلى مدينة لا يسكنها الخوف أسمها العشق... وفي العشق ألقى أسلحته لكنه لم يستطع الهروب من همِّ القصيدة التي لا زالت تقلق روحه وضلوعه وهو ينتظرها أن تكتبه.. فتأتيه يمامة من ماضٍ تهدل بعمر من بكاء وشوق. الإشارة الخامسة الدخول إلى عالم الشاعر إسماعيل عامود يحتاج لأكثر من أداة شعرية ولغوية ، فهو لم يأخذ نمطاً أو مدرسة شعرية ويختص بها بل عايش وعاشر معظم الأنماط الشكلية للقصيدة العربية لدرجة ابتدع أنماطا خاصة به ، وذلك لمقولة يحافظ عليها وهي إن القصيدة هي التي تفرض شكلها المناسب لها كما تظهر الوردة شكلها وعطرها الذي ترغبه ، والشعر يبقى شعراً كيفما كان شكله هذه المقولة صحيحة وموضوعية تماماً آخذين بعين الاعتبار أن خلاف الشعر بين الوزن والنثر للآسف خلاف شكلي نمطي وليس خلاف فكري على مضامين هذا الشعر أو ذاك.. وهذا ما أفقد هذا الخلاف مضمونه ونتائجه الفكرية فهو خلاف مظهري ليس إلا.. وهذا يدفعنا لإيضاح المشروع الشعري للشاعر إسماعيل عامود من خلال أعماله.. ففي من أغاني الرحيل كان تقليدي الشكل وتفعيلي الصيغة إنما بمضامين تقارب الحياة اليومية بغنائية رقراقة ندية بالوجع والهم اليومي ، أما في كآبة فإننا نرى توأمة بينها وبين مشروع الشاعر سليمان عواد في مجموعتيه سمرنار وشتاء من حيث بساطة اللغة والسبك وغياب التكلف والزركشة وظهور الانسيابية لحد يقارب النثرية ويتجاوز الشاعرية. أما في التسكع والمطر الذي أعتبره الولادة الحقيقية لقصيدة النثر العربية بأهم أنماطها الشكلية والفكرية فهو حرر القصيدة من الوصفية وأخذها إلى الدرامية الواقعية المتفاعلة مع أحاسيس الأشياء والموجودات كما يتنفسها الشاعر. أما في أعماله الأخرى فلقد تشارك النمط الوزني مع النمط النثري في صياغتها وبقدر ما كان التسكع والمطر رائداً في القصيدة النثرية العربية بتمرده الشكلي والفكري.. نجد أن شاعرنا وحسب طبيعته تخلى عن وحدة الديوان الشكلية لصالح التوافقية بين الأشكال والأنماط المختلفة للقصيدة ، رغم وحدة الديوان الفكرية ، وهذا برأيي أفقد قصيدة النثر عند الشاعر تألقها ووحدتها ورياديتها فتراخت بنيتها النصية من خلال محاولته التوفيقية بين الوزن والنثر عن طريق نقل مضامين النثر للوزن والعكس ، فتراجعت قصيدة الشاعر.. لتصبح جزءً من مشروعه الشعري التوفيقي الذي يستند إلى أن الشكل والمضمون هما لغة تعبير الشعر.... مشروع الشاعر الشعري هو التآخي والتوافق والتزاوج بين الأنماط الشكلية المختلفة خدمة للفكر الشاعري الإنساني: والشعر كالحياة كلما تطورت هذه الجغرافية الإنسانية تطور الشعر معها لأنه يستمد قوته ويأخذ معينه من أصله الأم توافقية الشاعر ليست إلغائية بل تعني توافق كلّ الأنماط لتصبح شعراً يماثل الحياة بأنماطها المتعددة لا صراع نمطي بل فكري خلاق ، فهو يبحث عن طمأنينة التوافق بين الأنماط لتتشارك معا في عملية الإبداع الخلاقة ، وهذا يناقض التعددية التي تعني قبولنا بكل الأنماط بشرط أن تتفاعل وتتحاور بتميزها وهويتها لتعطي حراكاً حميمياً خلاقاً مشاكسا لا مرتاحاً ، وبالتالي هذا التضاد بين الأنماط هو الذي يطور الشعر ويخلده لا التوافق ولا الإلغاء الذي يلغي الصراع الفكري المحرك الأساسي للتطور ، فحلول الشاعر التوفيقية جعلت قصيدته تتماوج بين الوزن والنثر ، فأصبح تألق الشاعر كطير ولد وعاش حراً ينتقل من شجرة إلى أخرى في غابة الحرية... ليؤسر ويقفَّص بقضبان الوزن والقافية. و أعود لأقول هذه محاولة قصيرة وموجزة للدخول لملامح القصيدة عند الشاعر إسماعيل عامود بالتأكيد لم أستطع من خلالها أن أكشف لكم ما اكتشفته من شاعرية وروعة لدى الشاعر في أنماط الشعر كافة وخصوصا قصيدة النثر في ديوانه التسكع والمطر الذي أعتبره من أنضج دواوين قصيدة النثر العربية التي عرفتها حتى الآن تنبي

Website URL:

2801 Weaver Rd.
Batavia OH, 45103
Phone: (269) 781-5068
e Fax: 513-322-7747@sendEfax.com